مما قرأت واعجبني

احدث يومي الغضب في مصر 25 . 26 يناير 2011


اشتبكت الشرطة مع الاف المصريين الذين تحدوا حظرا حكوميا يوم الاربعاء وواصلوا الاحتجاج على حكم الرئيس حسني مبارك المستمر منذ 30 عاما. وأطلقت الشرطة طلقات المطاط وقنابل الغاز المسيلة للدموع على الحشود وسحبت المتظاهرين بعيدا.

وفي وسط القاهرة أشعل محتجون النار في الاطارات ورشقوا الشرطة بالحجارة. وفي السويس قالت مصادر أمنية وشهود عيان ان محتجين أضرموا النار في مبنى حكومي وحاولوا احراق مكتب محلي للحزب الوطني الحاكم في حين اشتدت الاحتجاجات في أجزاء اخرى من البلاد.

وقتل شخصان في القاهرة مع استمرار الاشتباكات لكن مسؤولين امنيين اوردا اسبابا متناقضة لمقتلهما. وقال احدهما ان محتجا وشرطيا قتلا في الاشتباكات ولكن مسؤولا اخر قال انهما لقيا حتفهما في حادث طريق.

وهذه المشاهد لم يسبق لها مثيل في مصر احدى أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وتأتي بعد أسبوعين من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهو زعيم عربي اخر تولى الحكم لفترة طويلة.

وردد المحتجون "الشعب يريد اسقاط النظام." ودعا نشطاء مصريون الى الخروج للشوارع مجددا يوم الاربعاء بعد يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أطلق عليها "يوم الغضب" في أنحاء مصر وأسفرت عن مقتل ثلاثة محتجين وشرطي يوم الثلاثاء.

وقال مصدر بوزارة الداخلية ان قوات الامن اعتقلت نحو 500 متظاهر خلال اليومين المنصرمين. وقال شهود ان ضباطا كان بعضهم يرتدي ملابس مدنية اقتادوا أشخاصا وزجوا بهم في مركبات فان مدنية يوم الاربعاء.

ولم يسبق لهذه الاحتجاجات المنسقة مثيل في مصر منذ وصول مبارك الى السلطة عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص اسلاميين.

وقالت متحدثة باسم وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد انه ألغى زيارته للمنتدى الاقتصادي العالمي. واضافت لرويترز أن رشيد الذي يتولى ايضا القيام بأعمال وزير الاستثمار لم يعط أسبابا لقراره الغاء الزيارة.

وقال شهود ان الشرطة أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء قرب مجمع للمحاكم بوسط القاهرة. وفي مكان اخر استخدمت الشرطة شاحنات مكافحة الشغب لاختراق حشد من نحو ثلاثة الاف شخص واجبارهم على التفرق.

وقال محتج بوسط القاهرة "التكتيك الرئيسي الان هو التجمع فجأة وبسرعة دون سابق انذار أو اعلان. بهذه الطريقة نحرز تقدما."

وقال على البرادعي ان شقيقه محمد البرادعي يعتزم العودة الى مصر يوم الخميس وذلك بعد يومين من الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.

ويدعو محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لاصلاحات سياسية في مصر ويعد الرئيس الرمزي للعديد من النشطاء المصريين الذين نظموا الاحتجاجات. ولم يعرف الهدف الدقيق لرحلته.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وسائل رئيسية للاتصالات بين المحتجين. وشكا مصريون من حجب مواقع فيسبوك وتويتر لكن الحكومة نفت ذلك.

وفي علامة على عزم المحتجين الاستمرار تم تشكيل جماعة جديدة على موقع فيسبوك تدعو الى احتجاج يوم الجمعة. وفي خلال ساعات انضم اليها 18 ألف من المؤيدين. وقال متحدث باسم فيسبوك في لندن انه لم يلحظ تغيرات كبيرة في الدخول على الموقع من مصر بينما أكد موقع تويتر ان خدماته حجبت يوم الثلاثاء.

وقالت الولايات المتحدة ان مصر مازالت "حليفا وثيقا ومهما". لكن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حثت الحكومة المصرية على السماح بالاحتجاجات السلمية وعدم حجب مواقع الانترنت الاجتماعية.

وقالت كلينتون "نعتقد بشدة أن أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة في الوقت الحالي لتنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية للاستجابة للاحتياجات والمصالح المشروعة للشعب المصري."

وقال محللون ان الولايات المتحدة تريد على الارجح تجنب تفاقم حالة الغموض السياسي بالتخلي عن مبارك. وتمثل علاقة مصر السلمية باسرائيل بالنسبة لواشنطن عامل استقرار في المنطقة المضطربة.

وقال المحلل السياسي اسكندر العمراني "مبارك لم يشهد هذا المستوى من الغضب الشعبي ومثل هذا الرفض لشرعيته على مدى 30 عاما في السلطة ... هذا الامر يبدو سيئا تماما بالنسبة له." وينفي مبارك ونجله جمال اعداد الابن لتولي الرئاسة بعد والده لكن المصريين لا يثقون في ذلك.

وردد المتظاهرون في القاهرة هتافا يوم الاربعاء يقول "يا جمال قول لبوك (لابيك) كل المصريين بيكرهوك".

وتجمع مئات المحتجين في وقت مبكر يوم الاربعاء خارج مشرحة في السويس مطالبين بتسلم جثمان أحد الاشخاص الثلاثة الذين قتلوا في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة يوم الثلاثاء.

وردد المتظاهرون هتافا خارج المشرحة يقول "طلعوه طلعوه موش كفاية قتلتوه..". كما رددوا هتافا يقول "يا حبيب قل لسيدك .. دم ولادنا على ايدك" في اشارة لوزير الداخلية حبيب العادلي.

وقالت مصادر أمنية وشهود عيان ان محتجين في مدينة السويس أضرموا النار في مبنى حكومي وحاولوا احراق مكتب محلي تابع للحزب الوطني الحاكم في ساعة متأخرة يوم الاربعاء.

وأمر المسؤولون في المدينة باغلاق جميع المتاجر بعد ورود أنباء عن حوادث نهب. وقال شهود عيان من رويترز ان الاشتباكات مع الشرطة خلفت 55 مصابا.

وتجمع مئات المحتجين أيضا خارج مبنى نقابة الصحفيين بالقاهرة. وضربت الشرطة بعض المتظاهرين بالهروات عندما حاولوا اختراق طوق امني ورشق محتجون اعتلوا بعض المباني رجال الشرطة بالحجارة.

وشملت المطالب السياسية التي نشرت على موقع فيسبوك على الانترنت تنحي مبارك واستقالة رئيس الوزراء احمد نظيف وحل البرلمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وردد المتظاهرون نفس الشكاوى التي أعلنها المحتجون في تونس والتي تتمثل في ارتفاع أسعار الغذاء ونقص الوظائف والحكم المستبد الذي يخمد الاحتجاجات عادة بقوة.

وقال رئيس الوزراء يوم الاربعاء ان الحكومة ملتزمة بالسماح بحرية التعبير بالوسائل المشروعة وان الشرطة التزمت بضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات.

ويبلغ عدد سكان مصر 80 مليون نسمة ومعدل النمو السكاني بها اثنان في المئة ويشكل من هم دون سن 30 عاما 60 في المئة من السكان يمثلون 90 في المئة من العاطلين. ويقل دخل نحو 40 في المئة من المصريين عن دولارين يوميا ويعاني ثلثهم من الامية.

وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الذي تولى في السابق وزارة الخارجية المصرية ان الاصلاح مطلوب لتلبية مطالب المواطنين العرب بمستوى معيشة أفضل.

واضاف موسى في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "المواطن العربي غاضب ونحن نشعر بالاحباط كمواطنين. الاصلاح هو أهم شيء الان ويجب تنفيذه الان في كل أنحاء العالم العربي."

وتابع المستثمرون حالة عدم الاستقرار بقلق. وهوى مؤشر البورصة المصرية التي أغلقت يوم الثلاثاء لانه يوم عطلة بنسبة ستة في المئة يوم الاربعاء. كما تراجع الجنية المصري أمام الدولار الامريكي الى أدنى مستوى في ست سنوات وارتفعت تكلفة التأمين على الديون المصرية من المخاطر
من فضلك انضم لصفحتنا على الفيس بوك ↓↓

Share انشر الموضوع على الفيس بوك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger