عيسى عليه السلام ويأجوج ومأجوج
دكتور عثمان قدري مكانسي
قال الصحابة الكرام لرسولهم الحبيب
عليه الصلاة والسلام
قد حدثتنا ؛ يا رسول الله عن عيسى عليه السلام
وقتله الدجال شر قتلة ، فهل يرتاح المسلمون بعد ذلك ؟.
قال : لا؛ إنما يبعث الله تعالى يأجوج ومأجوج –
قبيلتين ضخمتي العدد ، يأتون من الشرق يجتاحون
بلاد المسلمين . – وقد تبين لمن سافر إلى الصين أن
هاتين القبيلتين عماد سكان الصين الذين يبلغون ملياراً
ومئتي مليون إنسان ، وهم يتكاثرون بشكل سريع .
قالوا : فماذا يفعل المسلمون بقيادة نبيهم عيسى
عليه السلام أمام هذا العدد الهائل من الصينيين ،
أبناء يأجوج ومأجوج؟.
قال : يتجهزون لقتالهم ، فيوحي الله تعالى إلى عيسى
عليه السلام أنْ لا قِبَل لك بهم . ولا يستطيع أحد أن يقف أمامهم .
فيقول عيسى عليه السلام : فماذا أفعل يا رب ؟
فيقول تعالى : اصعد إلى جبل الطور ، وحرّز
عبادي فيه ، فأنتم هناك في مأمن .
قالوا : أوَهم كثيرون إلى هذا الحد المخيف ؛ يا رسول الله ؟.
قال : يبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حَدَب ينسلون –
يسرعون المشي والخروج - ، فيمر أوائلهم على
بحيرة " طبرية " – شمال فلسطين على الحدود السورية
– فيشربون ما فيها من ماء . ويمر آخرهم ، فيقول :
لقد كان مرة بهذه ماء !!
أرأيت كثرتهم ؟ ما لأحد بهم من طاقة .
وتقل المؤن في المسلمين ، وتضيق عليهم الدنيا ،
ويلجأون إلى الله تعالى يدعونه ، ويتضرعون إليه ،
وهل غيره من مجيب ؟
وهل غيره سبحانه من ملاذ وملجأ ؟!
هو سبحانه مفرّج الكروب ، ومُذهب الهمّ.
اللهم أذهبْ عنا ما نحن فيه من الهمّ والغمّ ،
ونجّنا برحمتك ، يا أرحم الراحمين
.
اللهم ؛ لقد طغَوا وبغَوا ، وجاهروك بالعداوة ،
وأذلوا عبادك ، وليس إلا إليك المهرب ،
وإلى رحابك العَوذ والملجأ .....
ويُكثر المسلمون الدعاء والرجاء .
قالوا : يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى
إخوانك الأنبياء ، فماذا يكون ؟.
قال : يرسل الله تعالى الدود في رقابهم فتأكلها ،
فيصبحون موتى جميعاً ،
وينزل أحد المسلمين يستطلع أخبارهم ،
فيراهم جثثاً هامدة لا حراك فيها ...
وكانوا قد أعلنوا أنهم هزموا أهل الأرض جميعاً ...
وإمعاناً في الكفر والضلال يرمي كبيرهم رمحه أو سهمه
في السماء ، فيعود مصبوغاً بالدم ، فيقول :
ها نحن قتلنا من في السماء أيضاً ، فلنا كل شيء . ...
ما بهم الآن قد انتشروا جيَفاً قذرة يملأ نتنُها الآفاق ؟
!.. ما في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهَمهُم
ونتنُهم وخبثُ رائحتهم .
إن الله تعالى الذي قتلهم قادر على تخليص العباد
منهم ... ولكن ما على العباد إلا أن يدعوا ،
ويرغبوا إلى الله تعالى ، وأن يتضرّعوا إليه سبحانه ...
وقد فعل عيسى وأصحابه ذلك .
قالوا : وكيف ينجّيهم الله تعالى من عفن يأجوج
ومأجوج وخبث رائحتهم ونتَن أجسادهم الذي ملأ الأرض ؟.
قال : يرسل الله تعالى طيوراً كأعناق البخت
" الإبل الخراسانية الضخمة " فتحمل هؤلاء القتلى ،
فتطرحهم إلى حيث يشاء الله تعالى .
ثم يرسل الله غيثا غزيراً ، يملأ وديان الأرض لغزارته
، فيغسلها ، حتى يتركها صافية كالمرآة النظيفة .
ينزل المسلمون ، ويسجدون لله شكراً
على نعمائه وفضله .
ثم يُقال للأرض : أنبتي ثمرتَك ، وردّي برَكَتك .
فيومئذ تأكل الجماعة من الرمانة ، ويستظلون ،
بقشرها !! ، ويبارك الله تعالى في ضرع الأنعام ،
فتدر الحليب ، حتى إن لبن الناقة الواحدة ليكفي
الجماعة من الناس ، واللقحة من البقرة لتكفي
القبيلة من الناس ، ولبن الغنمة ليُشبع العشيرة منهم .
قالوا : وكم يلبث عسى عليه السلام في الأرض ؟
قال : سبع سنين ، فيها الحياة رغيدة ، والعدل قائم ،
والإيمان وارف الظلال ، ويعيش الناس بعده ما يشاء
الله لهم أن يعيشوا في دولة الإسلام وعزتها
، وصفاء العقيدة ، وضيائها .
ثم يرسل الله ريحاً باردة من قِبَل الشام ، فلا يبقى
على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان
أو خير إلا قبضَتْه . حتى لو أن أحدهم كان داخل
كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه .
فيبقى شرار الناس في خفة الطير إلى الشر ،
وإلى الشهوات والفساد . وفي أحلام السباع إلى
العداوة والبغضاء والشحناء ، لا يعرفون معروفاً ،
ولا يُنكرون منكراً . ..
على أمثال هؤلاء تقوم الساعة .
رواه مسلم
رياض الصالحين / باب المنثورات والمُلح
من فضلك انضم لصفحتنا على الفيس بوك ↓↓
Share انشر الموضوع على الفيس بوك
دكتور عثمان قدري مكانسي
قال الصحابة الكرام لرسولهم الحبيب
عليه الصلاة والسلام
قد حدثتنا ؛ يا رسول الله عن عيسى عليه السلام
وقتله الدجال شر قتلة ، فهل يرتاح المسلمون بعد ذلك ؟.
قال : لا؛ إنما يبعث الله تعالى يأجوج ومأجوج –
قبيلتين ضخمتي العدد ، يأتون من الشرق يجتاحون
بلاد المسلمين . – وقد تبين لمن سافر إلى الصين أن
هاتين القبيلتين عماد سكان الصين الذين يبلغون ملياراً
ومئتي مليون إنسان ، وهم يتكاثرون بشكل سريع .
قالوا : فماذا يفعل المسلمون بقيادة نبيهم عيسى
عليه السلام أمام هذا العدد الهائل من الصينيين ،
أبناء يأجوج ومأجوج؟.
قال : يتجهزون لقتالهم ، فيوحي الله تعالى إلى عيسى
عليه السلام أنْ لا قِبَل لك بهم . ولا يستطيع أحد أن يقف أمامهم .
فيقول عيسى عليه السلام : فماذا أفعل يا رب ؟
فيقول تعالى : اصعد إلى جبل الطور ، وحرّز
عبادي فيه ، فأنتم هناك في مأمن .
قالوا : أوَهم كثيرون إلى هذا الحد المخيف ؛ يا رسول الله ؟.
قال : يبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حَدَب ينسلون –
يسرعون المشي والخروج - ، فيمر أوائلهم على
بحيرة " طبرية " – شمال فلسطين على الحدود السورية
– فيشربون ما فيها من ماء . ويمر آخرهم ، فيقول :
لقد كان مرة بهذه ماء !!
أرأيت كثرتهم ؟ ما لأحد بهم من طاقة .
وتقل المؤن في المسلمين ، وتضيق عليهم الدنيا ،
ويلجأون إلى الله تعالى يدعونه ، ويتضرعون إليه ،
وهل غيره من مجيب ؟
وهل غيره سبحانه من ملاذ وملجأ ؟!
هو سبحانه مفرّج الكروب ، ومُذهب الهمّ.
اللهم أذهبْ عنا ما نحن فيه من الهمّ والغمّ ،
ونجّنا برحمتك ، يا أرحم الراحمين
.
اللهم ؛ لقد طغَوا وبغَوا ، وجاهروك بالعداوة ،
وأذلوا عبادك ، وليس إلا إليك المهرب ،
وإلى رحابك العَوذ والملجأ .....
ويُكثر المسلمون الدعاء والرجاء .
قالوا : يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى
إخوانك الأنبياء ، فماذا يكون ؟.
قال : يرسل الله تعالى الدود في رقابهم فتأكلها ،
فيصبحون موتى جميعاً ،
وينزل أحد المسلمين يستطلع أخبارهم ،
فيراهم جثثاً هامدة لا حراك فيها ...
وكانوا قد أعلنوا أنهم هزموا أهل الأرض جميعاً ...
وإمعاناً في الكفر والضلال يرمي كبيرهم رمحه أو سهمه
في السماء ، فيعود مصبوغاً بالدم ، فيقول :
ها نحن قتلنا من في السماء أيضاً ، فلنا كل شيء . ...
ما بهم الآن قد انتشروا جيَفاً قذرة يملأ نتنُها الآفاق ؟
!.. ما في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهَمهُم
ونتنُهم وخبثُ رائحتهم .
إن الله تعالى الذي قتلهم قادر على تخليص العباد
منهم ... ولكن ما على العباد إلا أن يدعوا ،
ويرغبوا إلى الله تعالى ، وأن يتضرّعوا إليه سبحانه ...
وقد فعل عيسى وأصحابه ذلك .
قالوا : وكيف ينجّيهم الله تعالى من عفن يأجوج
ومأجوج وخبث رائحتهم ونتَن أجسادهم الذي ملأ الأرض ؟.
قال : يرسل الله تعالى طيوراً كأعناق البخت
" الإبل الخراسانية الضخمة " فتحمل هؤلاء القتلى ،
فتطرحهم إلى حيث يشاء الله تعالى .
ثم يرسل الله غيثا غزيراً ، يملأ وديان الأرض لغزارته
، فيغسلها ، حتى يتركها صافية كالمرآة النظيفة .
ينزل المسلمون ، ويسجدون لله شكراً
على نعمائه وفضله .
ثم يُقال للأرض : أنبتي ثمرتَك ، وردّي برَكَتك .
فيومئذ تأكل الجماعة من الرمانة ، ويستظلون ،
بقشرها !! ، ويبارك الله تعالى في ضرع الأنعام ،
فتدر الحليب ، حتى إن لبن الناقة الواحدة ليكفي
الجماعة من الناس ، واللقحة من البقرة لتكفي
القبيلة من الناس ، ولبن الغنمة ليُشبع العشيرة منهم .
قالوا : وكم يلبث عسى عليه السلام في الأرض ؟
قال : سبع سنين ، فيها الحياة رغيدة ، والعدل قائم ،
والإيمان وارف الظلال ، ويعيش الناس بعده ما يشاء
الله لهم أن يعيشوا في دولة الإسلام وعزتها
، وصفاء العقيدة ، وضيائها .
ثم يرسل الله ريحاً باردة من قِبَل الشام ، فلا يبقى
على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان
أو خير إلا قبضَتْه . حتى لو أن أحدهم كان داخل
كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه .
فيبقى شرار الناس في خفة الطير إلى الشر ،
وإلى الشهوات والفساد . وفي أحلام السباع إلى
العداوة والبغضاء والشحناء ، لا يعرفون معروفاً ،
ولا يُنكرون منكراً . ..
على أمثال هؤلاء تقوم الساعة .
رواه مسلم
رياض الصالحين / باب المنثورات والمُلح