الحب نعمة أودعها الله في قلب المحب , فلنفتـح مغـاليـق قلوبنا, ولنسـكن حـب الله وحـب رسـوله بين جـوانحنا , فبالحكمة نسـيرها ,وبـالإرادة نوجـهـهـا وبصدقـهـا ننال عـز الدنيا
وشرفـهـا, وسعـادة الآخرة ونعيمها ,فالذي أحب المال أعطى وجهته إليه, ومن أحب ذاته أعطى وجهته إليها, فزاد في ذلـك مـن كبريائها ,والذي أهمل هذا كله, فأحب الله ورسوله
نال مـن خـالـقـه التعظيم, وحظي بالحفاوة والتكريم,وإذا أعدنا عجلة الزمان إلى الوراء, لوجدنا هذا في الصحابة العظماء,الذين ضربوا أروع الأمثلة في الحب والمحبة ,فالتزموا
بأوامـر نـبـيـهم,وتركوا الدنيا وراء ظهورهم,فأتـمـروا بالأوامـر دون تـكلف ,وانتهوا عن النواهي دون تأفف, فاخلصوا لربهم ونبيـهـم ,فـهـذا بـلال رضـي الله عـنه يقول لزوجته
التي تدنو منه,فـي آخـر أيـام حيـاتـه, قـبـل برهة من مماته, حين صرخت:وا كرباه!.....
(اسكتي يا امرأة وقولي وا طرباه,غداً ألقى الأحبة ,محمداً وصحبه,فقد طال شوقي إليهم)
فنعمة الحب تبدأ مـع الإنـسان منـذ أن أوجـده الخالق المنـان, فأول من أعطـاه الحب أمه الحنون, التي تؤمن له الراحة والسكون .
وإن ما يعرضه التلفاز من الحـسرة والإزعـاج, التي تغلي في نفوس المسلمين ,لما يرونه من أفعال العاصين, فهذا الذي يحب المحبوبة ,وكلمات الهوى في قلبها مغروسة, فيهديهاوردة هذا حال المتـحـابـيـن, فـي عيـد الفالنـتـاين, هذا العيد المجهول الأصول ,تبـهـر بـه أغلب العقول, ولو فتـحـنـا لـمعرفته الباب ,لوجدنا أصوله مـن الأجـانـب الأغراب, فـكـل محتـفـل بـهـذا ا لـعـيـد,قـد جـعـل قـلـبـه يـحـيـد وأ وقـعــه بـمـا أعــده لــــه ا لـخـالـق مـن وعيد, فالشجرة حبة ٌ في تربة مالحة, فأثمرت ثماراً غير صالحة , ولو أنـه غرسـهــا في رياض الحب الإلهي ولأزهرت له زهراً نديّا ً,فلو مسح كل إنسان ما على قلبه من غبـار, لوجد أنه قد امتلأ بالحب وعمل الأخيار ,أما لو ترك قلبه الولهان لسار فيه إ لـى طـريـق الطغيان.
فليس كل من أحب فقد أحب,فالمرء يحشر مع من يحب ,فكل من أحب صـعـاليك الـغـنـاء
استقبلته جـهـنـم بـكـل فـرح وهنـاء, وكـل من أحب الصا لحين والأنبياء,كان له في الجنة درجات عليا .
فاملئ قلبك أيها القارئ الكريم بحب الله العظيم...
وكما قيل:
فليـتك تحـلـو والحـيـاة مـريــرة وليتـك تـرضـى والأنـــام غـضـاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبـيـنـي وبـيـن الـعـالمين خراب
إذا صـح منـك الـود فالكل هين وكـل الـذي فـوق التراب تراب
فأسأل المولى أن يجعلنا من أحـبـابـه ويـدخـلـنـا مـع جـمـيـع مـن أحـببنا في فردوس جنته
