ما هي صفة شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل لها شروط، وهل تنفع العصاه؟ لأن هناك من يقول أنها تنفع حتى غير المصلين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
جاءت صفة شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مذكورة في الأحاديث الصحيحة، ففي الشفاعة العظمى للناس من أجل فصل القضاء، يسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم لربه تعالى، ويثني على الله تعالى بأنواع من المحامد، فيقال: "ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تُشفَّع".
كما أن لنبينا شفاعات أخرى، منها ما يختص به كالشفاعة العظمى، والشفاعة في دخول أهل الجنة الجنة، والشفاعة في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب، وسائر الشفاعات يشاركه الأنبياء والملائكة والمؤمنين.
وشروط الشفاعة مجموعة في قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم:26]، فهما شرطان:
الأول: الإذن للشافع أن يشفع.
الثاني: الرضا عن المشفوع له.
وأعظم أسباب حصول الشفاعة تحقيق التوحيد لله تعالى، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه" (أخرجه البخاري)، والشفاعة تنفع العصاة، لقوله عليه الصلاة والسلام: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" (أخرجه الترمذي وأبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه بسند صحيح)، أما من كان تاركاً للصلاة بالكلية فليس مسلماً، فلا يستحق شفاعة الشافعين، والله أعلم.