. ويبقى السؤال قائماً إذاً لماذا نصوم؟!
ولماذا نُعطى الأجر على الصيام؟ ولماذا نصلي؟ ولماذا نحج؟
إنما ذلك فيما أفهم لمقصدين عظيمين:
أولهما: بناء النفس بناء إيمانياً أخلاقياً صادقاً أساسه التقوى واليقين، ففي الصوم: " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" ، وفي الصلاة: "إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ"، وفي الحج: " فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ "، وفي الزكاة: "تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا"، وهكذا كل العبادات تقوم على بناء الذات الإنسانية، وإصلاحها أخلاقياً وعقدياً وإيمانياً.
إنها تستهدف تنظيف قلوب الناس، وإعادة تأهيلها بصفة دورية؛ لتكون صافية نقية طاهرة بعيدة عن الغش والغل والحقد والضغينة والأثرة الأنانية والاندفاع الشهواني.
المقصد الثاني: إصلاح علاقة الفرد مع الآخرين؛ من خلال القيم والأخلاق وحفظ الحقوق في كل النواحي وعلى كافة المستويات.
الزوج مع زوجته، والأب مع ابنه، والجار مع جاره، والحاكم مع المحكوم، والمرؤوس مع رئيسه، حتى حقوق الحيوانات والطير والبيئة، وكل ما يحيط بالمسلم فقد جاء الإسلام بقيم عظمى في ذلك وأرشد إلى العمل بها والتخلّق بآدابها .
لـــِ د.سلمان العوده